Posts

Showing posts from July, 2017

الحادثة

اضطربت وخفق قلبي بشدة وسرعة حين علمت انه قام بحادث. وشعرت بدقات قلبي تتسارع وأنا لا ادري ماذا أفعل. نعم، خفت عليه. كيف اختلطت كل هذه المشاعر في آنٍ واحد؟ ما بين القلق عليه والشعور بتأنيب الضمير لسوء الظن به والألم حينما تذكرت حادث مصطفى رحمه الله والخوف من تكرار تجارب الماضي التي انعكست كلها أمامي في لحظة، خلافي مع مصطفى قبل رحيله وعلاقتي برجل أنا أعلم انه ليس لي وكل ما يحيط العلاقة من قيود وتعقيدات.  وترددت للحظات إلا أن قلقي دفعني للاتصال كي اطمئن عليه. وحدث ما خشيته إلا أنني ظللت أذكر نفسي أن ما بيني وبينه لا شئ سوى عمل وصداقة ليست حتى بالعميقة. إلا أنني تساءلت لم كنت أخشى الاتصال؟ ولم شعرت بوخز الضمير حينما أدركت من أجاب الهاتف؟ هل أنا مخطئة أم أخشى أن أكون مخطئة في يومٍ ما؟ وحتى بعد الاطمئنان عليه من أهله، كنت لا أشعر بالراحة وفكرت في أن أذهب لزيارته في المستشفى إلا أن صديقه أخبرني أنه سيترك المستشفى اليوم وبالطبع كان من المستحيل زيارته في البيت. وظللت أسأل نفسي إن كنت أتيت على خاطره في خضم ما هو فيه. هل فكر أن يطمئني؟ هل يعرف اصلا أنني قلقة؟ هل يعرف أصلا أنني

العلاقة وسياج الأمان

الشعور بالأمان ركزٌ أساسي في علاقة المرأة بالرجل. لو لم تشعر المرأة بالأمان مع من أحبت، لتصدعت العلاقة وانهارت...حتى المشاعر ستموت حتما. وتخيلتني أردت الرجل ذا الخبرة حتى يعرف كيف يحتوي المرأة ويتعامل معها. أما الآن فأدركت أنني لا أعرف حقا ما أريد. فأنا قد ذقت مرارة عدم الشعور بالاستقرار والأمان وعرفت طعم الألم والشك والغيرة. كما ذقت طعم الثقة والشعور بالأمان والارتياح مع من أحببت فأدركت الفرق الشاسع بين الأمرين. إلا أنني لازلت لا أعرف ما أريد. وسيرحل قطار العمر وأنا أحاول أن أعرف بلا جدوى. لابد أن أقدم على التجربة وأنفذها حتى أعرف ما أريد حقا. فأنا أحتاج إلى من يعرف كيف يفهمني ويحتويني ويتعامل معي كما أحتاج إلى الشعور بالأمان والثقة. وربما ليس هناك تضاد بين الأمرين إلا أنني أظن أن بداخلي ذلك الشىء من كبرياء أو لعله إرضاء الذات الذي يسعد بكون ذلك الرجل، مطمع النساء، قد تركهن جميعا من أجلي. وكأنها حماقة نفسي لا تنضج أبدا. ألا أكتفي بذلك في الحب ثم احكم عقلي في الزواج؟ ولكنني لم أفصل أبدا بين الحب والزواج فأنا لم اقتنع ابدا بالزواج بلا حب. وتظل كل علاقة لها ما لها من لحظات

حين عادت

استيقظت على نداءات، تشبه حروف أسمي، آتيةً من بعيد. أفتح عينيّ تدريجياً نافضةً عنها النوم لأرى صورتها تتبلور أمامي ثم أتسمر في مكاني بالفراش محدقةً بكلتا عينيّ. وهي تبتسم لي ابتسامتها الجميلة المعهودة قائلةً: " صباح النور على البنور" .  واتبعتها بنظري وهي ذاهبةٌ لتجلس على كرسيها بجوار النافذة. جلست في السرير وأنا أطيل النظر إليها محاولةً أن أتبين حقيقة ما أرى وأتأكد أنني صحوت فعلاً وأن ما أراه ليس حلماً. رأيتها وهي جالسةٌ على الكرسي الهزاز بجوار النافذة تحتسي فنجان القهوة وأشعة الشمس تعكس حبات ذهبها على شعرها الأصفر. نهضت من السرير واقتربت منها ببطء وعيناي لا تتحول عنها حتى وقفت أمام كرسيها.  رفعت رأسها إلي قائلةً: " هل أحضر لك الإفطار؟" جلست عند قدميها وأنا لا ألتفت خوفاً من أن أتحول عنها فتختفي مرة أخرى، وربما لأملأ عينيّ من صورتها وأعبأ أنفي برائحتها العطرة. مرت فترة ولساني عاجزٌ عن النطق. أمتع روحي فقط بالجلوس إليها. خشيت أن أتكلم فتفسد الكلمات نقاء الجو من حولها. وأخيراً تحرك لساني ليعبر عما يفيض به قلبي: " وحشتيني" ... وكأنها صعدت

الحب والمنطق

من الواضح أن المنطق لا يشكل عاملا مؤثرا في كل المواقف خصوصا حين يتعلق الأمر بالمشاعر. ولا أدري إن كان التعود أو الارتباط النفسي نابع من المشاعر أيضا أم لا. كثيرا ما أتصرف بلا منطق مبرر لدى الناس فيظنونني مجنونة إلا أن للجنون نشوة عارمة أحيانا، لا نستشعرها إلا بالخروج عن المنطق. نادمةٌ أنا على علاقتي السابقة برغم أنني لا أندم على علاقاتي حتى لو لم تستمر. لا أفهم لم تسرعت هكذا. كنت مجنونة. أهنت نفسي بلا مبرر...أو ربما كان المبرر ضعفي. فأنا لم اندم حين أعطيت عن حب. أما في هذه العلاقة، فأنا لم أحب. حتى هو لم يحبني. كان انبهارا لحظيا بشخصيتي زال مع الوقت بدليل أنه لم يتمسك بي بل وأصبح الآن يتجاهلني ويتحاشاني كصديقة. لو أحبني لما ابتعد هكذا ولاستغل أي فرصة لإعادة العلاقة كما كانت أو حتى كأصدقاء. ولو تسببت له في جرح، فحتما من يحب يغفر وما هو الجرح مقارنة بجرح زوجته السابقة التي مازال يراعي خاطرها؟! هو ما أحب سواها حتى لو أدعى لنفسه غير ذلك. أظن أن لكل منا قصة هي الحب الحقيقي في حياته وكل ماعاداها قصص أخرى نقنع أنفسنا أنها تخلصنا من الحب الحقيقي في حياتنا. ما هي إلا ايحاءات فقط...برم

قيود الماضي

لم يستدرجني قلبي دائما إلى هذة البقعة؟ أهو قلبي أم الشيطان؟ لا أريد العودة إلى حيث أمُتهنت كرامتي. لا أرغب في أن أعيش هذه المأساة المريرة مرة أخرى. لا شئ يرغمني على الاستمرار في ذلك الطريق. لن أرأف بنفسي ابداُ اذا انسقت وراء شهواتها ورغباتها الجنونية. سينتظرني نفس المصير...نفس الألم والشقاء. لن أكرر تلك التجربة المؤلمة. ربما من الأصلح أن اتجه إلى علاقة أخرى. أريد أن أحيا علاقة طبيعية حتى لو لم تتبلور المشاعر بعد عن أن أدخل في علاقة مختلة ومدمرة تقودها المشاعر. وسيظل الماضي مكبلاً لاندفاعاتي ومقيداً لجموح مشاعري. فكلما تذكرته، عدلت عن الاستسلام لعلاقة مريضة مزرية. أنا لست كالجاهل الذي لا يتعلم من تجارب الماضي.

حين ألتقت الأعين

وألتقينا بعد أكثر من ثماني سنوات من الفراق. وارتعد قلبي رهبةً حين علمت انه ضمن المدعوين.  أخشى لقاءه بعد كل تلك السنوات وقد كان الأقرب إلى نفسي لسنواتٍ عديدة وأنا أعلم انه ما أحبني رجل قدر ما أحبني هو. كيف تلتقي الأعين بعد كل تلك السنوات وقد تغير كلانا؟! ما أصعب اللقاء الثاني! وكأنني أردت أن أغلق عيناي على صورته كما رأيتها لآخر مرة منذ سنوات...وكأنني فضلت أن أراه دائماً بيني وبين نفسي كما كان أيام الجامعة. لم أشأ أن تعبث السنوات بذكرياتي الجميلة فآثرت أن أبقيها كما هي...كما كانت...كما كنا منذ سنوات. وتمنيت ألا يأتي... لكنه آتى.... وبقدر ما تحاشيت لقاءه، تمنيت رؤيته. كان مجرد وجوده يشعرني بالأمان. ما شعرت قط بالأمان بقدرما استشعرت ذلك معه. هو الآن زوج وأب...وأنا، كما صرحت له منذ سنوات، كما أنا. ما آمنت قط أنه نسى....كنت أعلم أنني أحضر على خاطره بين آونةٍ وأخرى فيبتسم بقدر ما هو ساخط عليّ لأنني آلمته. نعم، أنا على باله، مثلما استحضر ذكرياتنا معاً كلما افتقدته واحتجت إليه. وانتفض قلبي حين رأيته. حاولت مراراً أن أتحاشى النظر إليه إلا أنني فشلت. وحين غافلتن