حين ضللت الطريق
لا أتذكر ماذا كنت أفعل قبل هذه اللحظة، لقد رأيت فجأة يداً ضخمة غليظة ممدودة ً تجاهي وسمعت صوتاً أجش يقول: "هيا بنا" نظرت إلى مصدر الصوت فرأيت وجها دميماً، قبيحاً كل القبح، أثار في نفسي مزيجاً غير مفهوم من الرعب والاشمئزاز والتعاطف. أجبت وأنا أرتعد: "إلى أين؟" قال: "إلى متاع الدنيا...إلى مباهج الحياة" فنظرت إلى نفسي ثم رفعت رأسي إليه قائلةً: "ولكنني متسخة" وتذكرت...تذكرت ماذا كنت أفعل قبل ذلك...تذكرت رحلة طويلة، مرت أمام عيني، من المعاصي والذنوب. ولم تحملني قدماي فسقطت على الأرض. مد إلي يده مرة أخرى فنظرت إليها طويلا ثم أشحت عنها بوجهي. قال: "لا مكان لك هنا. لقد أخترت طريقك منذ زمن" - "سئمت كل ذلك...لا أريد الذهاب" -"إلى أين ستذهبين إذاً؟" أجبت في صوت متحجرش: "إلى الله" أحمر وجهه فأصبح كالنيران المشتعلة حتى ارتعدت جميع أطرافي ثم صاح بصوتِ يكاد يقتلعني من مكاني: -"أتظنين أن يقبلك الله بعد كل تلك الذنوب؟" ثم أسقط أمامي ذنبا تلو الآخر حتى تكون في ثوانِ جبلا مهيباً لا أستطيع رؤية قمته من ضخامته وعلوه، ...