ملاكي الحارس
برغم أننا نعرف بعضنا منذ سنوات طويلة، إلا أنه لم يقل لي ولا مرة أنه يحبني. برغم ذلك، كنت أدرك أنه أكثر رجل أحبني على وجه الأرض. كنت أشعر بذلك دون أن ينبس بكلمة وكأن الكلمات لن توفي مشاعره حقها.
خشيت أن ألقاه الآن بعد كل تلك السنوات. آثرت أن أعيش على الذكريات التي عشناها معا. خشيت أن أشوه صورة الماضي وخفت أن تكون مشاعره تجاهي قد تحولت إلى كراهية. وعاد في حياتي مرة أخرى بعد كل تلك السنوات. كيف لم تتحول مشاعره تجاهي؟ كل شىء يتغير. كلنا تغيرنا. كيف أبقى على كل ذلك الحب؟ لم يقل أي شىء. وكيف يقول الآن بعد أن تغيرت الظروف إذا كان لم يقل حين كانت الظروف سانحة؟
يدهشني أن يتمكن المرء من كتمان مشاعره كل تلك السنوات والأعجب أن تكون أقوى من شعوره بالرغبة في الانتقام وأن تنتصر على الكراهية والقسوة.
كم كنت أحتاج إلى وجوده مرة أخرى في حياتي! ترى هل عاد لانه أدرك ذلك؟ أو علمه بطريقة ما؟
سألت نفسي كثيرا إن كان قد عاد لينتقم إلا أنني مازلت أستشعر مشاعره برغم صمته.
كثيرا ما أتمنى أن ألقي بنفسي بين ذراعيه وأبكي، أن يضمني إلى صدره، فأنا في حاجه إلى مشاعره التي تولدت منذ أيام البراءة وكانت أكبر من اختبارات الأيام...أحتاج إلى رجولته...أحتاج إلى سماحته معي.
لازلت أشعر بنفس تلك المشاعر التي كانت دوما بداخلي وأنا معه وما فهمتها يوما، تلك الرغبة في أن يكون موجودا في حياتي. مايزال هو أول من يطرأ على ذهني حين أحزن أو أتألم أو أواجه المتاعب.
والآن هو في مأزق وأنا لا أدري كيف أساعده...لطالما ساعدني هو وكان دوما نعم السند.
ماذا أريد منه؟ هل أكفر عن ذنوبي؟ إن عفوه عني وتسامحه معي ومشاعره الحانية علي تجلدني!
لا أريد أن أدمر حياته وحياة أسرته الآن. كفاني أنني دمرتها في الماضي وتسببت في كل ما يعاني منه الآن...لكنني أعلم أنه لن يسمح لأحد بهدم أسرته.
وتذكرت أنه ما لمسني قط، ولم يحاول. كان قويا، قادرا على التحكم في انفعالاته برغم كل تلك المشاعر بداخله. كان ملاكي الحارس وأكثر من شعرت معه بالأمان. ما كان ليسمح بأن يمسني أحد بسوء. ما كان يتحمل أن يراني حزينة، وتلك كانت تعني لي الكثير.
يؤلمني ألمه وقلقه وما يعانيه. ليتني أستطيع التخفيف عنه. ليتني أستطيع المساعده.
Comments
Post a Comment