رحلتي حول العالم
كان سفري إلى الأردن هروبا من كل المؤثرات السلبية التي تحيط بي هنا: الأحوال المتدهورة بالعمل، مشاكلي المالية، فسخ خطبتي، علاقتي التي انتهت مؤخرا بخسران واحدا من أعز وأقدم الأصدقاء، علاقتي التي تصدعت مع أخوتي، بُعد صديقة الطفولة، فقدان ثقتي بنفسي بسبب كل ما سبق مما تفاقم عن مشاعر سلبية كثيرة منها الاحساس بالعجّز....وكثير من المشاعر السلبية.
كنت في حاجة قوية للسفر وكنت أتمنى السفر خارج الوطن العربي كله لولا مشاكل الفيزا، إلا أن رحلتي كانت موفقة برغم التضييق على نفسي كثيرا خلال الرحلة لعدم توافر المال. قررت السفر حتى لو تأزمت ماليا لانني كنت على وشك الانهيار العصبي.
أثّر في السفر كثيرا فلقد انعزلت عن العالم أجمع واغلقت تليفوني طوال الفترة. لقد استرددت ثقتي بنفسي...كنت في حاجة لأن أسافر وحدي فعلا وأتعرف على ناس جدد وأرى أماكن جديدة وأسكن وحدي.
نعم، عاد لي أعز ما امتلكه وهو الثقة بالنفس.
كدت أرى التجاعيد على وجهي قبل السفر. أشعر الآن أنني مازلت الفتاة اليانعة، الجميلة، الضاحكة، المرحة، المفعمة بالحيوية والنشاط كما كان يراني الجميع. مازلت موضع اعجاب ممن حولي...مازلت موضع رغبة. أعترف أن الأمر يعني لي الكثير.
إن الشعب الأردني هو أطيب شعب صادفته وهو مضياف جدا...بشكل مبالغ فيه احيانا!
شعرت انني بين أهلى ونعمت بالأمان.
أعجبت كثيرا بأنهم يحترمون رغبتي كالأجانب ولن يفرضوا أنفسهم على إذا ما أبيت.
عدت لنشاطي أسير يوما كاملا بلا كلل...ما لا يقل عن سبع ساعات متواصلة من السير.
أسير وحدي...أفكر...أتأمل...أطرد الأفكار السلبية واسترجع الذكريات الحلوة وأيام الطفولة. يخفق قلبي لذكر تلك الأيام وتتوالى المشاهد أمام عيني.
كنت في حاجة لمزيج من المشاعر التي شعرت بمعظمها هناك.
الأهم انني قررت ان ابدأ الترحال. بعيدا عن أي ظروف، سوف ابدأ رحلتي حول العالم...أجوب البلاد. سأخطط لرحلة كل ستة أشهر على الأكثر. سأنفق ما يأتيني من مال على السفر...بلد جديدة في كل مرة. هذا هو هدفي في هذه المرحلة من حياتي...وسأسعى لتحقيقه.
Comments
Post a Comment