حين التقينا

دخلت المقهى بخطواتٍ هادئة وابتسامتها المعهودة، وخصلاتٍ من شعرها الذهبي تتدلى فوق جبينها. اقتربت من الصراف قائلة:

- كوبان من القهوة من فضلك.

بينما هي تنتظر القهوة، سمعت النادل يقول بصوتٍ مرتفع:

- تفضل معالي الباشا.

ثم رأته يجلس على مقربة ليحتسي قهوته. لمحها فنظر إليها طويلاً. أماءت له برأسها ولاتزال الابتسامة لم تفارق وجهها. أمال لها هو أيضاً برأسه وابتسم. وفي لحظات تجمع حوله بعض الأفراد، الواحد تلو الآخر حتى إنها لم تعد تراه.

أخذت كوبين القهوة ثم خرجت. كان زوجها في انتظارها في الخارج، أخذ منها الكوب وعلى وجهة ابتسامة. إنه لم يهوى القهوة ابداً إلا انه يعرف ما يعنيه لها أن يحتسيا القهوة معاً كل صباح. ثم رأى نظرها يتجه إلى ذلك الرجل وهو يركب سيارته الفارهة، محدقاً إليها، فسألها:

- أتعرفينه؟

أجابته: صديق قديم.

قال: إنه شخصية مشهورة.

ابتسمت وهي تنظر تجاهه في السيارة: نال ما أراد. 

سألها: وأنت؟ 

احتضنت يده ثم رفعتها إلى شفتيها وقبلتها ثم قالت: نلت ما أردت أيضاً.

سألها: ألست نادمة؟ لكنتي الآن في تلك السيارة ...ولربما كنتي الآن مشهورة أيضاً.

أجابت بلا تردد: كانت الشهرة لتحول بيني وبينه. كنت أشعر بالوحدة....مجرد مهمة في جدول أعماله المزدحم. كم مهمل لا قيمة له. ما قيمة الشهرة في غياب السعادة؟

أمسكت بذراعه لتلفها حول كتفيها قائلة: أما الآن فأنا سعيدة.

قبلها على خدها قائلاً: وأنا شخص محظوظ لأنك أهم ما في حياتي.

سارا سوياً وهو يضمها إليه، ولازالت نظرات "الباشا" تلاحقهما من السيارة الفارهة.

 


Comments

  1. دي حلوة قوي 😍😍
    - سلمى الخامي 😀

    ReplyDelete
    Replies
    1. ماكنتش عارفة انه عارفني، عشان كدة كتبت اسمي 😀

      Delete
    2. انتي شخصية معروفة :)

      Delete

Post a Comment

Popular posts from this blog

حين ألتقت الأعين

Back to Myself

Me and Men