و ُأقتل في كل لحظة دون أن أدرك الموت

تأخرت كثيرا في الكتابة برغم كل المشاعر التي تفيض بها نفسي، والأحزان التي تنهش قلبي وتدميه، والأوجاع التي تئن منها روحي. جاءت الضربة في مقتل لتهز وتُصّدع كل ما آمنت به يوما ولتهدم قناعاتي التي عشت سنينا ً طويلة أؤمن فيها وأعمل بها.
جاء ذلك الصبي، الذي لا خبرة له، ليكشف لي عن غبائي وسذاجتي.
أعترف أنني أقحمت نفسي في ذلك الأمر بكامل إرادتي ورغبتي وأنا أدرك أنني لابد وأن أتحمل عواقبه إلا أنني لم أتخيل أن تكون تلك هي عواقبه! أردت تلك العلاقة بشدة وسعيت لها وصميت أذنيّ عن كل التحذيرات ممن حولي. أنقدت عمياءً وراء إحساسي.
ومازلت لا أدري إن كنت أحببته أم أن مشاعري نحوه كانت مشاعر أمومة خالصة فكثيرا ً ما كنت أعامله كأبني الذي أردت له أن يكون الأفضل وساندته بكل ما أملك من أدوات لكي انتشله من واقعه وأساعده على الوصول لمبتغاه...بل وأكثر مما أراد.
كانت لحظة قاتلة، تلك التي اكتشفت فيها أنه يكذب علي طوال الوقت، منذ اللحظة الأولى وحتى آخر ثانية!
لم يعد بمقدوري سماع أي كلمة أخرى بعد ذلك فمن أين لي بالثقة بعد أن انهارت؟!           
عشت كذبة كبرى لمدة شهور. في كل لحظة أُكذّب نفسي وألومها لشكها فيه وأعاتبها على ظلمها له! ما أحمقني!

أمر بفترة عصيبة على نفسي، تنهار فيها كل أحلامي، وألملم شتات نفسي وأنا أرحل من ذلك المكان الذي يحمل ذكريات ستة أعوام من الكد والتعب والفرح والحزن والجمع والفرقة. أودع أحلامي وأفكر في العشر سنوات التي مرت من عمري وأنا أسعى وراء الأوهام وأضحي من أجلها بكل شيء له معنى في حياتي.
الآن، أجلس وحيدة، وكأنني ما فعلت شيئا ً طوال تلك الأعوام، حتى مجهودي مع البشر لم يسفر عن أي شيء سوى آلام وأوجاع.

أنا متعبة ٌ جدا. لا أقوى على أي شيء.

حتى طريقي إلى الله فشلت فيه...وخذلت ربي. خانتني نفسي وانتصرت عليّ. لم أقوى على التسامح. انتصر حبي لنفسي وثأري لها. ما عدت أقوى على مساندة الخلق. خارت قواي وآثرت السلامة.
سامحني يا آلهي. أغفر لي سقطاتي. أنت تعلم أن ذلك هو أكثر ما يقتلني...يقتلني في كل لحظة دون أن أدرك الموت.


Comments

Popular posts from this blog

حين ألتقت الأعين

Back to Myself

Me and Men