وذبحت نفسي
باتت
علاقاتي قصيرة الأمد، سرعان ما تنتهي، قبل حتى أن تبدأ. لم أعد استمر مع أي رجل
أكثر من شهرين!
ربما يصل الأمر أن أدخل في علاقة جديدة كل
يومين بعد ذلك!
يتملكني الشعور بالفشل كليةً. وتحضرني كلمات
أبي، رحمه
الله، لي وهو يتهمني بالفشل مع الرجال. حتى عملي الذي تفانيت فيه إلى أقصى
درجة، وأفنيت فيه صحتي وعمري، فشلت فيه أيضا. لا أدري فيم نجحت.
كم أنا ساذجة! في كل مرة تنتهي فيها علاقة،
أكتشف أنني ازداد سذاجةً وكأنني لم أتعلم شيئاً طوال حياتي. حتى ذلك الأمر فشلت
فيه.
ربما ما تعلمته عبر كل تلك التجارب هو كيف
أتجرع ألمي في صمت. لم يعد الأمر كما كان. بت أتعايش مع الألم واستمر في حياتي
وأقاوم الاكتئاب والاستسلام. وكأنني اعتدت الأمر فهان. حتى الدموع لم تعد تعرف
طريقها خارج مقلتيّ بسهولة. صارت متحجرة في عينيّ.
ربما أعتاد الألم أيضا مع الوقت فلا أتألم
بعد ذلك.
إلا أن نفسي مكسورة، جريحة، بل مذبوحة تنتفض
من الألم ولا تموت. متى أعتاد الألم؟
كل ما آمنت به أثبت فشله وسذاجتي. كل
أحاسيسي خانتني. كل ما تعلمته عن التصوف والتسامح والعطاء وحسن الظن و....و...، كل
هذا أثبت بالتجربة أنه لا يصلح تطبيقه في الدنيا...ربما في المدينة الفاضلة التي
لا وجود لها.
ما يؤلمني حقا هو انهيار ما آمنت به ودافعت
عنه.
هل استمتع حقا بعذاب نفسي؟ هل أهوى الاقتصاص
منها؟ ربما، لأغسل نفسي من الذنوب التي تثقلها. أنا من يدفع بها إلى الألم. أنا من
أعمل على تعذيبها وأنا أعي تماما عواقب ما أنا مقدمةٌ عليه...إلا أنني أتهور،
وأضحي بها وأنا في كامل إدراكي.
أنتقم من نفسي طوال عمري ولا أدري لماذا. لم
أعاقبها؟
لم تعد تقوى نفسي على ذلك. في كل مرة شيءٌ
فيها يموت. متى ستموت بالكلية؟
Comments
Post a Comment