صديقي الصدوق وبحر الذكريات

اهرب من اَي حوار يمكن ان يجمعنا. اخشى ضعفي أمام ذكرياتنا معا واحتياجي اليه. لم أنسى اَي لحظة قضيناها معا ولم أتوقف أبداً عن اجترار ذكريات الماضي. كانت أياما جميلة لها طابع خاص وأثر فريد في نفسي لم يتكرر. 
برغم رغبتي القوية في استمرار الحديث بيننا الا انني تراجعت وآثرت قطع تلك المشاعر الحلوة التي عادت تتحرك  بداخلي من جديد. لا اريد ان أشوه الماضي الجميل الذي أعيش على ذكراه. لا اريد ان افعل شيئا لا أستطيع ان أسامح نفسي عليه ما حييت. لا اريد ان أعبث بتلك الصورة الجميلة التي تعطيني الأمل في الحياة والبشر كلما نضب ذلك الأمل واعتراني اليأس.
اريد ان يبقى في اعماق نفسي في معزل عن معترك الحياة. اقدم رجلا واؤخر الأخرى كلما شاءت الأقدار ان احدثه ثم أفيق وانا اجر قدميّ لانسحب قبل ان تنزلق قدماي.
أجاهد نفسي في كل مرة لانتصر على لحظات الضعف تلك. وكم من تلك اللحظات تمر على في تلك الفترة من العمر!
وأعلم انه هو الآخر يشعر بنفس الحنين للماضي وبنفس الضعف الذي يصاحب تلك المرحلة العمرية فنشعر معه برغبة  شديدة  في العودة الي تلك الأيام والانغماس في تلك الذكريات. انا اشعر به من مجرد الكلمات القليلة التي يكتبها. واشعر برغبته تلك في اجترار الذكريات والحديث عنها ومعاودة الشعور بتلك المشاعر الجميلة السابقة...تلك المشاعر التي افتقدناها في خضم معترك الحياة وذلك العمر الذي مر دون ان نشعر.
يخالني لم اهتم ربما...يظنني رحلت. أم تراه يفهمني كما كان دوما يفعل.
بعد ايّام قليلة سألقاه...لم يتردد في الإجابة كما ترددت انا في السؤال. اخشى تلك اللحظة...ربما أقل خوفا من المرة السابقة حيث مرت بسلام...بلا توابع او ربما بتوابع صامتة. لعلها تظل صامتة. فالصمت يقول الكثير.


Comments

Popular posts from this blog

حين ألتقت الأعين

Back to Myself

Me and Men