رحلة البحث عن اليقين
أنا أعلم تلك التساؤلات، أعي جيدا تلك الشكوك، أتفهم هذه المحاولات المضنية المرهقة للوصول للحقيقة وإدراك اليقين. كلٌ منا يتوصل بعد المئات وربما الآلاف من المحاولات إلى نتائج مختلفة مما يدفع كلاً منا في اتجاهٍ مختلف. كثيراً منا تستنفذه المحاولات ذهنياً ونفسياً فيقرر أنه لن يصل أبداً، وليستريح من كل هذا العناء يقرر التجرد من كل ما آمن به طوال حياته ويبدأ بداية جديدة. وإن كان القرار ليس سهلاً أبداً إلا أنه يميل لإرضاء النفس وشهواتها والتمتع بكل ما يظن المرء انه ُحرم منه علّه يستمتع بما تبقى من حياته التي يرى أنه أفناها في أوهام...ولأن العمر يمر ونحن في مرحلة على وشك أن نودع فيها الشباب ويدركنا العجز دون أن ندري، يدفعنا الخوف لتصديق ذلك والمُضي في ذلك الإتجاه. إن التخبط في تلك المرحلة مؤلم وصادم ويحتاج إلى صبرٍ طويلٍ جدا، إلا أن الصبر وحده لا يكفي دون مجاهدة النفس ووساوسها وشهواتها. ولقد توصلت بعد حرب طويلة مع نفسي ومع المجتمع كله، أنني لن أتوصل أبداً إلى نتيجة بعقلي وحده. فالعقل لن يقودني وحده إلى اليقين مهما حاولت. الأمر في أغلبه يستند على القلب كما ُذكر كثيرا في القرآن أن القلب هو