التفكر والدلالات
حينما رحل أبي، رأيت الناس من حوله يستعدون للرحيل فأدركت ما هي عظة الموت. ثم أجريت بعدها عملية مؤلمة، شعرت معها بحقيقة أن الإنسان ضعيف مهما بلغت قوته وشدة تحمله. والآن، حين أتفكر، أجد أن كل إنسان في الحياة مهما درس وسعى للعلم فهو يتخصص في شيء ما...شيئين ربما...ثلاثة على الأكثر...حتى لو عشرة، ففي نهاية الأمر توجد ملايين العلوم والدراسات الأخرى التي يجهلها. فلو تخصص في الهندسة المدنية فقط فهو يجهل التخصصات الهندسية الأخرى، ولو كان عبقريا فدرس جميع فروع الهندسة فهو يجهل الطب والفلك والعلوم... ولو علمنا شيئا عن كل شيء لبتنا نجهل دقائق وخبايا الأمور. نعم، اكتشفت أن الإنسان جاهل مهما تعلم. وفي كل مرة اكتشف فيها شيئا، أدرك ضآلة حجمي وأعي تدريجيا أشياء كنت أجهلها عن الله أو ربما أعرفها بالوراثة وليس بالدراسة أو التفكر، أو ربما تفكرت كثيرا من قبل ولم استشعرها حينها بإحساسي، أو ربما كنت أستشعر وجود الله دوما ولكن أجهل أين هي تلك الكلمات التي أسمعها (العظة، عظمة الكون، أن الإنسان لا حول له ولا قوة...) من حياتي. إلا أنني لازلت حائرة في كثير من الأمور ومازلت أبحث عن إجابات لأسئلة...