الصورة المبهمة

هل خلقنا الله لنكون طيبين ومتسامحين أم خلقنا لنخطئ ونستغفر ونتوب؟ هل الطبيعي أن نترفع عن الدنيا وما فيها ونتعامل سويا بروح الغفران أم أن جزءا من التجربة يتطلب الاستمتاع بالدنيا والمشاحنات اليومية؟ أم أن المتوقع هو مزيج مختلف من كل ذلك وأكثر وذلك هو المطلوب؟
اختلطت الأمور كثيراً في عهدنا هذا فما عدت أفرق بين ما اراده الله وبين ما اراده البشر فصاغوه على لسان الله.
فربما اخترع الرجال القصص حول أن الله قد خلقهم يشتهون النساء ليحللوا لأنفسهم تعدد العلاقات والخيانة وليخضعوا النساء على تقبل ذلك حتى باتت النساء يستسلمن ذلك!
وربما اخترع النساء القصص حول الحجاب ليقنعن أنفسهن انه موروثات فيستمتعن بجمالهن وبالحياة.
والحقيقة أننا جميعا نريد أن نستمتع بالدنيا فانجرفنا فعلاً في متاعها وصرنا نجد مخرجاً منطقياً مقنعاً لكل ما تمسكنا به من دين وقيم ومبادئ وأخلاق. وصار الأمر صعبا جدا أن نميز بين ما أخترعناه نحن وصدقناه، وبين ما أمرنا الله به حقا فحتى رجال الدين في النهاية بشر، يتبعون أهواءهم أو سياسة العصر والوطن.
ولو أردت استفتاء قلبي لخشيت أن يتبع قلبي هواه فيضللني هو الآخر ظناً مني أنه يُفتيني.
المشكلة أن اهتزاز ايمانك بأمرٍ من الأمور كنت تؤمن بها، من الممكن أن يهدم الكيان كله.
دارت تلك المشاحنات بداخل نفسي منذ فترة ليست بالقصيرة، وصارت مع الأيام صراعاً يهدأ حيناً ويثور حيناً إلا أنه لا يخمد.
أصبح ذلك الصراع عبئا يوميا ضمن أعباء حياتية كثيرة.
ترى كيف سيحاسبنا الله يوم القيامة؟ وما هذا اليوم؟ وهل يُكفِّر عنا ذلك الصراع يوم القيامة بعض العذاب؟

Comments

Popular posts from this blog

حين ألتقت الأعين

Back to Myself

Me and Men