العلاقة وسياج الأمان
الشعور بالأمان ركزٌ أساسي في علاقة المرأة بالرجل. لو لم تشعر المرأة بالأمان مع من أحبت، لتصدعت العلاقة وانهارت...حتى المشاعر ستموت حتما.
وتخيلتني أردت الرجل ذا الخبرة حتى يعرف كيف يحتوي المرأة ويتعامل معها. أما الآن فأدركت أنني لا أعرف حقا ما أريد. فأنا قد ذقت مرارة عدم الشعور بالاستقرار والأمان وعرفت طعم الألم والشك والغيرة. كما ذقت طعم الثقة والشعور بالأمان والارتياح مع من أحببت فأدركت الفرق الشاسع بين الأمرين.
إلا أنني لازلت لا أعرف ما أريد.
وسيرحل قطار العمر وأنا أحاول أن أعرف بلا جدوى. لابد أن أقدم على التجربة وأنفذها حتى أعرف ما أريد حقا.
فأنا أحتاج إلى من يعرف كيف يفهمني ويحتويني ويتعامل معي كما أحتاج إلى الشعور بالأمان والثقة. وربما ليس هناك تضاد بين الأمرين إلا أنني أظن أن بداخلي ذلك الشىء من كبرياء أو لعله إرضاء الذات الذي يسعد بكون ذلك الرجل، مطمع النساء، قد تركهن جميعا من أجلي. وكأنها حماقة نفسي لا تنضج أبدا.
ألا أكتفي بذلك في الحب ثم احكم عقلي في الزواج؟ ولكنني لم أفصل أبدا بين الحب والزواج فأنا لم اقتنع ابدا بالزواج بلا حب.
وتظل كل علاقة لها ما لها من لحظات النشوة وعليها ما عليها من الألم. أتحاشاها لاتجنب الألم فأفتقد ذلك الاحساس بالنشوة.
والرجل اللعوب يرفع من ثقتي بنفسي حين يزهد عن الأخريات من أجلي. إلا أن كل رجل، باختلاف شخصيته والتزامه، يبعث فيّ مشاعر مختلفة، لها جمالها.
ولكن للحق، أنا لست مستعدة نهائيا للخوض في تجربة مع رجل متعدد العلاقات، يهوى النساء ويضعف أمامهن. ماتزال التجربة التي عشتها أمام عيني ولازلت أتذكر مدى إيلامها والعذاب الذي عانيته. وأعلم يقينا أنني لا أريد أن أعيشه مرة أخرى.
لا أنكر أنني أتتوق إلى علاقة مؤخرا وأحتاج إليها في حياتي ولكنني أتمنى أن تكون مع الرجل المناسب الذي أشعر معه بالأمان فذلك الشعور لا يضاهيه أي شعور آخر فلقد تذوقت روعته وكنت حرة طليقة، أترك لمشاعري العنان بلا خوف ولا قيود، أكون نفسي بلا حساب. مشاعرٌ هي وكأنها حلم من الجنة. ليتني أدفع ما تبقى من العمر مقابل أن استشعرها مرة أخرى.
ترى هل ينعم الله بها علي مرة أخرى؟
Comments
Post a Comment