Posts

Showing posts from April, 2021

بلا حب

تتناول الغذاء معه بينما يتحدث؛ يحكي لها عن يومه. تنبهت على صوته يقول: - فما رأيك؟ حاولت أن تداري عدم انتباهها فأجابت قائلة: - آسفة...لم أسمع الجملة الأخيرة فأنا لم أنم جيداً بالأمس. ابتسم وأعاد نفس القصة مرةً أخرى. هو يعلم أنها لم تسمع شيئاً مما قال، وليس فقط الجملة الأخيرة، إلا أنه يحاول أن يختلق لها الأعذار دائماً. استيقظت في صباح اليوم التالي على صوت الهاتف. سحبت المحمول ونظرت لترى من المتصل بعينين نصف مفتوحتين. إنه هو. وضعت المحمول مكانه وأكملت نومها. في العمل، في وقتٍ متأخرٍ، أجابت على هاتفها قائلة: - آسفة، مضطرة لإلغاء معادنا اليوم. لدي الكثير من العمل لإنجازه. ثم أنهت المكالمة سريعاً، دون انتظار الرد. نظرت إليها صديقتها على المكتب المجاور قائلة: - تلغين موعدك مع خطيبك كثيراً بسبب العمل. أنا على استعداد أن أقوم ببعض المهام الموكلة إليك واذهبي أنت اليوم.  - شكراً للعرض ولكن لا داعي لذلك. العمل أهم. - العمل أهم من خطيبك؟! ألا تحبينه؟ - صمتت قليلا ثم قالت: لا أشعر تجاهه بمشاعر محددة. لا شيء. - لا شيء؟! كيف هذا؟ من المؤكد أنك تشعرين بشيءٍ ما ... ثم ألست أن

وفي كل يوم...أمل يولد ويموت

  بعد أن حاول النوم على جانبه الأيمن ثم الأيسر وباءت كل محاولاته بالفشل، جلس في السرير متنهداً. شرد بفكره بعيداً. منذ ليالٍ طويلة وهو لا ينام. لا يتوقف عن التفكير.  ينظر إلى زوجته الراقدة بجواره. لم يرى منها ما يسيئه. يميل رأسه للوراء ويتنهد. إنه يجر قدميه يوميا للذهاب إلى العمل. يعمل طوال يومه وهو شارد الذهن ويتحرك خلال يومه وكأن حجراً ثقيلاً على صدره حتى أنه يتنفس بصعوبة.  يعود لمنزله مرهقاً. يجلس حول المائدة مع زوجته وأولاده. هي تتكلم كثيراً وهو ينظر إليها متظاهراً بالانتباه ولكنه لا يسمع شيئاً مما تقول. تمر الأيام وهو على هذه الحال. يشعر بالإرهاق الشديد من كثرة العمل والفكر وقلة النوم. إنه ينهار تدريجياً. نهض من الفراش بعد محاولات فاشلة للنوم. أخذ مفتاح السيارة وانطلق بها لا يدري إلى أين، حتى وجد نفسه عند بيتها. ظل في السيارة ينظر إلى شرفة منزلها في صمتٍ وحزنٍ دفين. إنه لا ينساها أبداً حتى بعد كل تلك السنين. لا يمر يوم دون أن يفكر فيها. إنه لم يقوى على التخلي عن مسئوليته تجاه أولاده وزوجته إلا أنه لم يستطع أيضاً أن ينساها ويمضي قدماً في حياته. لن تعود الأمور كما كانت. هو يتخيلها في